ما حدث امام مجلس الوزراء هو امتداد طبيعي لاحداث كثيره سابقه ادت
جميعها لتراجع شعبيه الاخوان بشكل رهيب بين القوي الثوريه.. اعلم تماما ان كل
اخواني سيقراء المقال هيعتبرني عدو او حاقد او جاهل .. مش مشكله .. معروف عن
الاخوان بشكل عام و خصوصا من بعد الثوره ميلهم للاتفاق مع المجلس و لعب دور العاقل
الواعي ... في الحقيقه ده مش لانهم ضد الثوره بالعكس لكن لانهم شايفين ان دور
الثوره انها اتت بهم لمقاعد البرلمان و اجلستهم علي المقاعد امام النظام للاسف لم
يدركوا بعد ان تغير موازين القوي اصبح واقع و ان الشارع اصبح قوه الضغط الاولي ...
يدرك بعض شبابهم هذه الحقيقيه لانهم شاركوا في صناعتها من اليوم الاول و لا يدركها
معظم شيوخهم ممن شبوا علي ضروره استخدام الحكمه مع النظام الذي يعلمون انه يملك
القوه لقمعهم.. 
هؤلاء الشيوخ الان هم عناصر مؤثره في الجماعه و داخل مكتب الارشاد
لايزالوا يتعاملون مع النظام بمنطق شعره من جلد الخنزير نعمه.. ما نستطيع الان
الحصول عليه يجب ان نقبل امامه بتنازلات لا يدرك شيوخ الاخوان ان بامكانهم الحصول
علي المزيد استنادا لقوه الشارع حتي الان هم ينظرون للثوره كعامل ادي الي ارتفاع
سقف طلباتهم و ليس تغيير كامل في موازين القوي يؤدي الي امكانيه فرض ارائهم و
التحدث من موقع القوه لا موقع الضعف من موقع فرض الراي لا من موقع المتلقي 
انجرف شيوخ الاخوان في سعيهم لمهادنه العسكري لعداء القوي السياسيه
الثوريه الحقيقيه فشعر الثوار بان ما قام به الاخوان يمثل طعنه خنجر في ظهورهم
بدء سيناريو استقطاب الاخوان بموقفهم من الاستفتاء ثم مواقفهم
المتتاليه من اعتبار القوي الثوريه هي قوي معاديه للنظام و الشرعيه و اصبح خطابهم
الاعلامي شبيه بخطابات الحزب الوطني و تلي ذلك مواقفهم و تصريحاتهم من اعتداءات
ماسبيرو و حوادث الفتنه الطائفيه المفتعله و تصريحات بعض قياداتهم و موقفهم من
احداث محمد محمود و حادث تعريه ست البنات ثم موقفهم من احداث مجلس الشعب كل هذا
ادي الي خلق فجوه رهيبه يسئل عنها بعض التيارات الثوريه التي اسأت للاخوان و لكن
يسأل عنها اكثر تنظيم الاخوان بمواقفه المتتاليه و قياداته بتصريحاتهم الغير
مسئوله و لا مدروسه 
بعد النجاح الساحق للاخوان في الانتخابات كان امامهم فرصه ذهبيه للم
الشمل باجراءات جديه و ليس تمثيليات و تصريحات علي الورق كان ينقص ان يصاحبها صوره
صفوت الشريف (احنا حاضنين الشباب) و اعتمدت القوي الثوريه برغم خلافها مع الاخوان
علي شرعيتهم و طالبت باعطائهم الشرعيه نظير رحيل العسكر و حتي الاصوات الضعيفه
القليله التي طالبت برفض النتائج قوبلت بهجوم شديد و اتهامات بموالاتها للعسكر و
هو اتهام صحيح بالطبع 
عندما تظاهرت هذه القوي يوم 25 للمطالبه برحيل العسكر فوجئوا ان
الاخوان يرفضوا هذا الاقتراح متمسكين برحيل العسكر في الوقت الذي وعد به العسكر
نهايه يونيو و برغم من ان العسكر ام يوفوا ابدا بعهد اللا نتيجه لضغط اللا ان
الاخوان تبنوا هذا الاقتراح و ذهبوا بخطابهم الاعلامي الي حد اعتبار ان من يريدون
تسليمهم السلطه هم اعداء للشرعيه و حاقدين عليهم و حدثت خلافات كبيره في الميدان
نتيجه لاصرار الاخوان علي الاحتفال في ذكري يوم سقط فيه شهداء وجب عليهم احترام
القوي الموجوده اللا ان تجاوز البعض من الشباب دفع الاخوان الي اعتبار منصتهم رمز
وجب حمايته بدروع بشريه ضد رفاق الامس حتي لو اعتبر الاخوان ان المتظاهرين الذين
هاجموهم ليسوا من ثوار 25 الشرفاء فايضا وجب عليهم تذكر انهم انفسهم ليسوا اخوان
25 الشرفاء 
الخطاء الابشع من وجهه نظري كان يوم 28 عندما فوجئت المسيرات القادمه
للبرلمان للمطالبه بتسليم السلطه للاخوان بدروع بشريه ممن ادعوا انهم شباب الاخوان
لمنعهم من الوصول للبرلمان .. هل البرلمان اهم عند الاخوان من شباب مصر و نسائها
المقتولين و المسحولين و المتعرين في محمد محمود ؟ فلماذا لم ينزلوا وقتها لعمل
الدروع البشريه التي يدعون الان بعملها لحمايه مصر ؟
ممن يحمي الاخوان المجلس؟ هل من المتظاهرين ؟ الذين هم قطاع عريض من
القوي الثوريه شاء الاخوان ام ابوا اذا فهو اعتراف من الاخوان بعدم شرعيه المجلس
بالنسبه لهؤلاء و هو امر في غير صالح الاخوان اذ يساعد علي مفهوم التقسيم الذي
يدعي الاخوان رفضه .. 
علي الاخوان التفكير في مراجعه خطابهم الاعلامي و مواقفهم ارفض اتهامهم
بالخيانه و اعتبارهم الوجه الجديد للحزب الوطني و لكن عليهم ايضا ان يبذلوا مجهود
اكبر في ادراك حقيقه ان شرعيتهم و حمايتهم في يد الشعب و الذي تعتبر القوي الثوريه
جزء اساسي منه ..اللعب علي اكثريه الاغلبيه الصامته لن يفيدهم مطلوب عودتهم لصفوف
الثوره و ادراك ان وجود الثوار في الشارع عامل ضغط لصالحهم عليهم استثماره و ليس
استعدائه 
ياليت قومي يعلمون
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق